الإثنين-23 يونيو - 12:39 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


نجاح القمة الخليجية الأمريكية، ولا عزاء لمناوئيها

الخميس - 15 مايو 2025 - الساعة 09:40 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب


أ
من ردود الفعل التي شاهدتها بسبب زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للدول الخليج ومشاركته في القمة الخليجية قال البعض بأنه جاء ليحلب دول المنطقة؛ وهذا أمر في غاية الغرابة، ولا يمكن أن يصدر من شخص مسؤول ولا عاقل ولا منطقي، فكثيرا ما تعرضت دول الخليج للتجريح سواء من الإعلام الغربي الذي يصور العربي عموما بأنه رجل متخلف أو بعض الأصوات في المنطقة ولا سيما التابعة للتيارات الدينية السياسية التي فكت دول الخليج تحالفها معها، واعتبرتها تياراتٍ إرهابيةً تهاجم دول الخليج لابل يصل بها الحال لاستخدام العنف من قتل وتفجير وارهاب.

للأمانة دول الخليج وعلى رأسها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية لعبت دورًا هامًّا في ملف الأمن والسلام ليس على مستوى المنطقة فقط بل على المستوى العالمي فعندما يتم اختيار عاصمة خليجية للقاء الغرماء مثل العاصمة مسقط فهذا أمر نفتخر به كخليجيين، وعندما يأتي رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم ليعقد صفقات مع دول الخليج في الرياض، والذي يفسره الجهلاء بأنه حلب لخزائن الخليج؛ فهو يعترف بجهله ويسوقه خياله بعيدًا عن الحقيقة.

إن الحقيقة هي أن دول الخليج اشترت بمالها موقف أمريكا بما يحقق لها مصالحها أي من حر مالها اشترت الموقف الأمريكي لصالح أمنها واستقرارها وهذا ما تفهمه السياسية الأمريكية المال فقط أي أن دول الخليج هي صاحبة الرأي الأخير دون مزايدة من أصوات النشاز التي لم تجنِ منها المنطقة غير الخراب والدمار والدماء.

يكفي أن نشاهد البون الشاسع ما بين العواصم الخليجية وبين عواصم من يهاجمونها؟
يكفي أن نرى كيف شاركت العواصم الخليجية برفاه شعوبها، ونقارنها برفاه شعوب عواصم أصحاب أصوات النشاز غير المنطقية ولا العقلانية في نقدها.

وأخيراً، نعم لا يوجد شيء كامل في الكون، ولكن ما هو موجود وكيفية انتقال المجتمعات الخليجية من حال لحال آخر بتوظيف مثالي لثرواتها لرفاه شعوبها هو الحقيقة التي لا يمكن نكرانها، وتكون بذلك دول الخليج عموما محط أنظار ليس الغرب فقط وإنما الكل يسعى لها بما تمتلكه من حكمة في إدارة شؤونها المحلية والإقليمية والدولية بعيدا عن العنتريات التي عوَّدونا عليها أصحاب الحناجر التي لو عُرِضَت عليهم فرصة عمل في أي دولة خليجية لما ترددوا بالانقلاب على أصواتهم، وهذا ما شاهدناه بحنجرة أكثرهم صراخًا.

يقول الشاعر (فهد الصويغ):
لا تلقي بالك لعواء الكلاب الضالة ***فما زادت بعوائها إلا تأكيد الضلال
تعيش على أزبال الكون جاهلة***أنها تتغذى على فضلات الإذلال.

مبارك لكم، يا قادة وشعوب الخليج؛ لنجاح القمة الخليجية الأمريكية، ولا عزاء لمن يهاجمها.