الخميس-15 مايو - 07:18 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


الجماعات الدينية السياسية: أكلتم يوم أكل الثور الأبيض

الثلاثاء - 13 مايو 2025 - الساعة 09:17 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب



‏استنفر الكثير من المغردين على قرار وزارة الشؤون بحل جميع الجمعيات الخيرية بشكل ملفت للنظر والذين غالبا هم من الإخوان المسلمين والسلفين، والغريب لم نر ذلك الاستنفار ضد العديد من جمعيات النفع العام التي تم حلَّها، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، جمعيتنا جمعية الحرية الكويتية، تخيَّلوا جمعية تسعى لترسيخ مفهوم الحرية لم يستنفر عليها هذا الكم الكبير من التغريدات والفيديوهات رغم أنها كانت ستدافع عن الحرية التي تسمو بما يملكه المرء بحياته تاريخيا وحاضرا ومستقبلا

‏أنا شخصيا ضد تقييد الحرية، وهذا أمر مفروغ منه حتى لخصومي في الشأن العام، وأكثرهم خصومة لي هم التيارات الدينية السياسية بكل أفرعها السنية بأصنافها، والشيعية بألوانها أؤكد على السياسية وليست العقائدية، خصومة سياسية وليس شخصية مع العلم تربطني بالكثير منهم علاقات ممتازة، فالحرية مكفولة بالنسبة لي، ومكفولة دستوريا فهذا لا غبار عليه، ولكن اليوم نرى ارتفاع صياحهم على الدجاج الذي يبيض لهم ذهبا.

‏أتذكر في بداية عمل جمعية الحرية أقمنا فعالية كرتونة عائلية للأسر المتعففة تبرعت به مشكورة جمعية الجابرية، وتحتوي تلك الكرتونة على كيس بلاليط، وكيس معكرونة، ومعجون طماط، وعلبة زيت، وشوية مأكولات لا أتذكرها ومن إن أعلنا حتى جاءنا منادٍ من بعيد -وزارة الشؤون- بإيقاف توزيع ذلك، ولا أعرف حتى الساعة ما هي المخالفة بتوزيع شوية أكل للأسر المتعففة، وتوقفنا خشية حلّ الجمعية، ومع ذلك لم يستنكر أحد ذلك القرار، وصمتنا وبعدها بدأت أستشعر بأن هناك من عينه مفتوحة على مصراعيها، وبالفعل لم تتأخر تلك العين بافتعال خرابيط ما أنزل الله بها من سلطان لتبرير حل مجلس الإدارة، وحصل بالفعل حلّ مجلس الإدارة، ولم يستنكر أحد ذلك، وقلت لعلها خسارة معركة وبعد ستة أشهر أعادت الشؤون الجمعية، ولكن بعد فوات الآوان، وخرجت من هذه الحفلة بأمور عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر، أن مسألة أن تعمل في مجال الحريات ليس بالأمر السهل ولا الهيِّن، وبذات الوقت كانت التيارات الدينية السياسية أفرعها بلغت أكثر من مائة وسبعين فرعًا بمعدل في كل منطقة في متوسط أربعة أفرع، فلل متعددة الأدوار ومع ذلك لم يكتفوا بالصمت وإنما لاحقوني بعدد من الدعاوى، وخلصت من جميعها بالبراءة والحمد لله بفضل من الله، ومن الزميل المحامي هاني حسين.

‏المراد أني لست سعيدًا بقرار الحل، ولا شامتًا به بل أؤيد عودتها، ولكني أذكِّر تلك التيارات الدينية السياسية بأن سكوتكم عن مصادرة حق غيركم عاد عليكم بدفع ثمنه وبالفعل أكلتم عندنا اكلت جمعية الحرية.