ٱراء واتجاهات


عجيبة أعذار البعض

السبت - 10 مايو 2025 - الساعة 09:34 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




وأنا أتابع بصمت مؤلم ردود فعل بعض المغرِّدين على ما نال الكويت من نقد حول موقف العديد من الملفات المتعلقة بحقوق الإنسان والتي سيصدر به الكثير من التوصيات التي لا أعتقد بأنها ستقل عن ثلاثمائة توصية.

أحد الردود التي لفتت انتباهي يقول أو تقول: إن الدول التي تنتقد سجل الكويت الحقوقي لينظروا للفقراء بدولهم، ولينظروا للبيوت الحمراء، ولينظروا لنسائهم في الشوارع والشواذ لديهم والمخدرات وغيرها من أمور لا يخلو مجتمع بشري لا في الماضي ولا في الحاضر ولن يكون في المستقبل من تلك الأمراض الاجتماعية، العجيب يردون تلك الأمراض وكأن مجتمعنا من المجتمعات الفاضلة الخالية من تلك الأمراض، والبعض يأتي بإحصائيات لكي يؤكد على كلامه، ويدعمه بتلك الإحصائيات، وهي بالفعل إحصائيات رسمية تنشرها تلك المجتمعات لدراستها ومعالجة الخلل بها والحد من آثارها، ومتابعة تطورها بينما مجتمعاتنا -الله يزيد النعمة- لا تنشر إحصائيات بل تخفيها حتى غطاء الستر زين.

ما أود أن أصل له بأن من حقكم نقد من ينتقد الموقف الحقوقي في بلدكم، وهذا أمر مباح ومشروع، ولكن أن تخدعوا قرّاءكم بمثل تلك الأقاويل فهذه تعد جريمةً بحق المجتمع، وعليكم تداركها، دافعوا عن مجتمعكم كما تريدون، ولكن أظهروا الحقيقة، ولا تزوِّروا الواقع لأن ليس كل الناس مطَّلعين، والكثير من الناس يقرؤون ويصدقون ما يقرؤونه خصوصًا عندما يكون المغرِّد لديه عدد كبير من المتابعين فاحترام عقولهم واجبٌ، وإلا وقعتم في المحظور والذي يدخل به يعجز عن الخروج منه؛ لذلك كنت ولا أزال أقول وأكرر بأن هناك من صعد نجمه للسماء، ومن ثم اختفى عن المشهد بقدرة قادر ، فقط راجعوا بعض الأسماء وتساءلوا أين هم الآن؟!

في النهاية لا يصح إلا الصحيح ولا يدوم غير الأفضل، "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ"

تستطيع خداع الناس بعض الوقت، ولكن لا تستطيع خداعهم طوال الوقت.