سالي طفلة يمنية ماتت جائعة تحت برميل قمامة كانت تبحث فيه عما يسد جوعها ياعالم!

الإثنين - 21 أبريل 2025 - الساعة 01:34 ص

الكاتب: أسعد أبو الخطاب - ارشيف الكاتب

في سياق الواقع الجنوبي المعقد، حيث يُمحى التاريخ ويُطمس الحلم على مذبح الصفقات السياسية، لا أستطيع أن أكون "ابنًا بارًا" لمن يدّعون أنهم "أهل الجنوب"، بينما هم يسعون جاهدين لبيع القضية الجنوبية في سوق المساومات والتنازلات. فكيف لي أن أكون "ابنًا بارًا" لمن يبيعون تاريخنا، وأرضنا، وحقوقنا، وأحلام أطفالنا مقابل مكاسبهم الشخصية؟

أنا جنوبي، نعم، وأنا فخور بجنوبتي، لكنني لا أستطيع أن أظل صامتًا، ولا أن أكون جزءًا من اللعبة السياسية التي تحاول أن تقتل القضية الجنوبية، تلك القضية التي ناضل من أجلها الآلاف من الشهداء والجرحى.
كيف يمكن لي أن أكون ابنًا بارًا لأولئك الذين لا يبالون بتضحيات شعبهم، ويعززون مصالحهم على حساب المعاناة المستمرة للجنوب وأهله؟

إن التاريخ لا يرحم، والشعب الجنوبي لا يمكنه أن ينسى أولئك الذين تاجروا بقضيته. لن يكون هناك مكان للتسامح مع أولئك الذين يساومون على أرضنا، ويبيعونها لمصلحة من لا يعنيهم سوى ملء جيوبهم وتوسيع نفوذهم. القضية الجنوبية ليست سلعة تباع وتشترى في أروقة السياسيين الفاسدين، هي شرف، هي هوية، هي كرامة شعب لا يمكن التنازل عنها.

ما يحدث اليوم هو محاولة لفرض مشاريع خارج إرادة الشعب الجنوبي، مشاريع سياسية تُمكّن فئات معينة من السيطرة على الجنوب والتلاعب بمصيره.
أولئك الذين يعتقدون أن الجنوب مجرد رقعة على خريطة يمكنهم إعادة رسمها كما يشاؤون، هم أعداء لهذه القضية التي أصبحت رمزًا للحرية والكرامة.
أنا لا أقبل أن أكون جزءًا من مشروع بيع الجنوب.
لا أقبل أن يتم التلاعب بقضيتنا، حتى لو كان ذلك تحت ستار "التسويات السياسية" و"التوافقات الوطنية" التي لا تنبض بواقع شعبنا.

لن أكون مع أولئك الذين يروجون للسلام الزائف على حساب كرامة الجنوب.. كيف يمكن للسلام أن يكون حقيقيًا بينما يتم محو هوية الشعب الجنوبي، ويتم فرض سياسات تسعى إلى تفكيك نسيجنا الاجتماعي؟

كيف يمكن للسلام أن يتحقق بينما يموت أبناء الجنوب في صمت، ولا من ينصفهم؟

لا، لن أكون "ابنًا بارًا" لأولئك الذين يظنون أن الجنوب ملك لهم وحدهم ليتاجروا به في محافل السياسة.. بل سأظل صوتًا مدويًا ضدهم، سأقف في وجه كل من يحاول أن يبيع الجنوب أو يتنازل عن حقوق أبنائه. الجنوب ليس للبيع، ولن يكون أبدًا.. سنظل نحمل القضية الجنوبية بقلوبنا وبدمائنا، ولن نسمح لأحد بأن يطفئ شعلة الحرية التي أضاءت دربنا.

أنا جنوبي، وأنا ضد أولئك الذين يبيعون قضيتي. سأقف ضد كل من يحاول أن يسرق منّا أملنا في مستقبل أفضل، وسأبقى أصرخ بأعلى صوتي: الجنوب ليس للبيع!

شاهد أيضًا