الضباع تنهش في اللحم العربي

الخميس - 13 فبراير 2025 - الساعة 03:14 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب

لم أستغرب من تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، ولا من رئيس وزراء الكيان الصهيوني ولا من بتسلإيل سموتريش المتطرف اليميني، ولا من غيرهم من اليمين المتطرف الصهيوني والأمريكي بشأن تهجير الشعب الغزاوي البالغ عددهم مليونيْ إنسان من أرضهم إلى سيناء والأردن والسعودية، تلك التصريحات المتطرفة لهذه الثلة المتطرفة سواء كانت الأمريكية منها أم الصهيونية ليست مستغربةً بل هذا هدفها المعلن فهي ليس فقط تصريحات للتهويش ولكن تصريحات للتنفيذ العملي لها، فهذا الفكر المتطرف لا يقل خطورة عن أي فكر متطرف داعشي أو فكر الألوية الحمراء الإيطالية وحتى كارتيلات المكسيك فهذا الفكر لا يعترف بشيء اسمه دولة ولا قانون ولا اتفاقيات دولية ولا محكمة جنائية دولية ولا أمم متحدة ولا شيء من هذا القبيل، عصابة تقسم أرضًا ليست أرضها وتوزع مواطني هذه الأرض على بقية دول المنطقة!!!

أنا لم أستغرب ولم أستبعد كل ما سبق ذكرته من ذلك اليمين المتطرف إنما الحقيقة التي أزعجتني حقًّا التدخل التركي الذي طلب أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء ووزير الخارجية التركي الأسبق ضم غزة لتركيا بحكم أنها كانت سابقا جزءًا من الإمبراطورية العثمانية تحت اسم الخلافة الإسلامية.

غزة تتناهشها الضباع وشعبها يعاني أشد الأمرين من غياب الأمن والأمان والاستقرار فلا بيت وحتى الخيام التي تأويهم يتم قصفها، وأخيرًا هدد ترامب بأن إن لم يطلق سراح كل الأسرى بحد أقصى يوم السبت المقبل الساعة الثانية عشرة سيفتح الجحيم، ولا أعرف أي جحيم غير ذلك الجحيم الذي شاهدناه على الهواء مباشرة.

التدخل التركي الذي جاء على لسان أوغلو جس نبض لدول العربية فمثلما الصهاينة بزحفون على الأراضي العربية تركيا أيضا تريد نصيبها من تلك الأراضي، فالشمال السوري يشهد بذلك، وإيران حاولت أن تمد يدها لتأخذ قطعة من الكعكة العربية قطعوها أيْ أن العالم يتقاسمنا، ونحن كعرب لا زلنا نعيش بعالم نعتقد بأنه عالم افتراضي وليس حقيقيًّا، والحقيقة هي أن ضباع العالم تتقاسم لحمنا العربي الطري الذي انهكته الدكتاتوريات جلدًا وضربًا ومصادرة حريات لدرجة لم يعد ذلك الجسد العربي قادرًا على الدفاع عن نفسه مع الأسف؛ والسبب فقدان الحرية، لذلك لا عجب من ذلك التقاسم البربري الذي ينويه دواعش الغرب.

شاهد أيضًا