الخميس-20 مارس - 07:55 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


‏لا عظمة ولا تنمية لدولة بدون حرية وديمقراطية

الأربعاء - 22 يناير 2025 - الساعة 06:00 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




‏تابعت كغيري مثل مئات الملايين من البشر حفل تنصيب الرئيس الأمريكي ترامب يوم العشرين من الشهر الجاري، وهو من الرؤساء القليلين الذين حرصت على متابعة كلمتهم؛ لما لها من تأثير قوي على مجريات الأحداث في منطقتنا، وفي العالم أجمع.

‏ما لفت نظري في ذلك الحفل أمران: الأمر الأول هو وجود الرؤساء السابقين في الحفل كعادتهم، وهذا منظر لم أشاهده في أي مكان في العالم، ولا في أي حفل استلام وتسليم منصب رئيس دولة، وهذا يدل دلالةً قاطعةً على أنها دولة عظيمة، ولم تصل لهذه العظمة كدولة إلا بالديمقراطية، وبتداول السلطة، أما الكلمة السحرية التي أوصلت تلك الدولة للعظمة فهي كلمة محورية ترددت في ذلك الحفل لأكثر من ثلاثين مرة باعتقادي هي كلمة الحرية، وترددت على ألسنة كل المتحدثين سواء من الرئيس نفسه أو من بقية المتحدثين.

‏أجل من الواضح بأن الديمقراطية والحرية هما اللتان تصنعان مجتمعات عظيمة ولا غيرهما يصنعان ذلك المجتمع، والمؤكد بأن هناك من سيعترض على ذلك، وسيضرب مثلًا بروسيا والصين كأكبر منافستين في العظمة للأمريكان، وهذا صحيح، ولكن من يضمن استمرارهما بهذه العظمة بدون حرية، ومن يضمن تغير عقلية النظام الحاكم اليوم يريدها تنمية وغدًا يحاربها، ولا أحد يستطيع أن يقول له هذا خطأ، وذاك صواب، فالتجارب البشرية التاريخية على مر العصور أثبتت فشل تلك النوعية من الأنظمة بعد انهيار كل الإمبراطوريات والحضارات لأنها لم تقم على أسس ديمقراطية، وتداول للسلطة والحريات، والتجارب الحديثة مثل الاتحاد السوفيتي انهار بعد سبعين عاما من الحكم لشيخوخة النظام نفسه رغم عظمته لأنه لم يستطع أن يجدد من ذاته فانهار مع انهيار شيخوخته .

‏السؤال هنا، هل تستفيد البشرية من تجاربها لتنهض من ذاتها، ولتحافظ على تنميتها، والأهم على حريتها التي هي محور التنمية والعمود الأساسي والرئيسي لها؟