من ينفذ المؤامرة؟

الجمعة - 10 يناير 2025 - الساعة 11:41 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب

في حديث جانبي مع زميل بشأن التطورات في منطقتنا، وتسارع أحداثها كان يردد على مسامعي بأنها مؤامرة لنهب وسرقة ثرواتنا وجعلنا شعوبًا وقبائل متفرقةً تتقاتل؛ ولا بد من مواجهة ذلك، التفتُّ إليه باستغرابٍ وقلت له هذه ذات الأسطوانة لقد سمعتها وكتبت عنها عدة مرات وتساءلت بها لماذا نحن الوحيدون من دون كل البشر الذي يتآمر علينا الشرق والغرب؟ وطرحت عدة فرضيات لذلك، منها إذا كان على الموقع الاستراتيجي الذي يتوسط خارطة العالم فلسنا الوحيدين الذين لدينا هذا الموقع، وإن كان على الثروات فلسنا الوحيدين الذين نملك ثروات، وإن كان على جمالنا أو أخلاقنا فلسنا أجمل البشر ولا أحسنهم أخلاقا إذن لماذا يتآمرون علينا؟

سأجاريك يا صديقي بذلك وأصدقك، ولكن قل لي يا عزيزي من ينفذ لهم المؤامرة التي تدعيها؟
أليس نحن بذاتنا ننفذ مؤامراتهم علينا؟
ألسنا نحن من يتقاتل على أحداث مر عليها قرون؟
ألسنا نحن من يحارب دولة القانون، وينمي ثقافة دمرتنا بحجة أنها أمر اجتماعي؟
ألسنا نحن من يقتل مفكريه، والأحداث موثقة تاريخيًّا وحاضرًا؟
ألسنا نحن من لا يزال متمسكًا بتاريخ وتراث مليء بالنكبات والهزائم، ويحولها لبطولات وهمية يوهم بها البسطاء ليسيطروا على عقولهم؟
ألسنا نحن من يرفض كل جديد بحجة التمسك بعاداتنا وتقاليدنا؟

القائمة يا عزيزي تطول لو أردت سردها، سأحتاج لمجلدات؛ سأتعب في كتابتها، وفي الأخير لن يقرأها أحدٌ، وإن قرأها لن يفهمها، وإن فهمها لن يتفادها أو يطبقها؛ لذلك أنا وصلت لقناعة بأن الخلل جينيّ؛ وهذا الذي يمنعنا من التفكير، وهذا ما يجعلنا نكرر مآسينا وهزائمنا التي أسموها زورا بنكسةٍ، واستمرت هذه النكسة حتى نكست كل تاريخنا.

الحل يا صديقي في حرية التفكير، وليس كما سيصورونها المتمسكون بتراثهم البالي حرية فساد وخمور ودعارة، وهذا ما ينطق به عقلهم الباطن، فالحرية هي المخرج الوحيد لإنقاذ هذه الأمة من مآسيها غير ذلك ستستمر في تكرارها حتى يقضي الله أمرا كان مكتوبا.

وأخيرًا يا عزيزي سأصدقك بكل ما ذهبت به من مؤامرة، ولكن سؤالي لك من ينفذ تلك المؤامرة في واقعنا؟

شاهد أيضًا