ٱراء واتجاهات


آن أوان وقف الحروب العقائدية التي تنتج لنا بحورًا من الدماء.

الثلاثاء - 01 أكتوبر 2024 - الساعة 09:44 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب




قيل عن الحروب بأن مآسيها على أي مجتمع تظهر نتائجها الكارثية بشكل لحظي عبر القتل وإراقة الدماء، وعلى أجيال بعد أجيال تتوارث الحقد الذي ينتج عنه حروب تلد حروبًا.

ما حدث في غزة ليس أمرًا مأساويًّا فقط، ولا كارثيًّا تحديدًا؛ وإنما يمكن وصفه بكل تأكيد إبادة إنسانية ستعلق بالذاكرة الإنسانية قرونًا طويلةً مثلما علقت مجزرة دير ياسين، وصبرا وشاتيلا ومجزرة سبايكر، وغيرها الكثير من المجازر؛ وحتمًا سينتج عنها حروبٌ لاحقًا ودون شك بذلك.

اليوم تتكرر ذات المأساة الإنسانية في جنوب لبنان لا لذنب اقترفه لبنان والشعب اللبناني سوى أنه دافع عن كرامته، وعن حقه المشروع بالدفاع عن نفسه، ومساعدة من يتعرض لإبادة إنسانية جماعية، وبغض النظر عما إذا كنا نختلف مع حزب الله، أو حماس، وأنا شخصيًّا اختلف معهم سياسيًّا -جملة وتفصيلا-، و لكن الحقيقة التي لا يجب ألا تخفى على أحد أنهم واجهوا عدوًّا محتلًّا وغاصبًا للأرض ذا فكر توسعي مبني على أيدلوجية عقائدية دينية متطرفة للنخاع تستند إلى أوهام تاريخية مقدسة تكره الآخر، وتدعو للعنف والقتل لكل من يختلف معها.

قلت وأكرر قناعتي التي تكونت لدي، وبعد دراسة وتحليل واستخلاص نتائج من تجارب تاريخية، ومنها ما يحصل اليوم سواء في غزة أو جنوب لبنان فإن تلك الأيديولوجية التي تستند على نصوص تاريخية مقدسة لن تحصد منها البشرية غير المزيد من الدماء لتنتج عبر أجيال وأجيال بحورًا من الدماء، و آن أوان تحييد تلك النصوص؛ لتنعم البشرية بفسحة تاريخية تضمد بها جراحات قرون من القتل والقتل المضاد.