الأربعاء-09 يوليو - 11:59 ص-مدينة عدن

ٱراء واتجاهات


متى يئن أوان أن نعيش بسلام؟

الأربعاء - 31 يوليو 2024 - الساعة 10:56 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب



ما هذه الأخبار التي نستقبلها يومياً على رائحة الدماء ووقع القتل والتفجير والتفخيخ والاغتيالات والغارات!!!؟

هذا الصراع الذي نشاهده يومياً مُستمر منذ قرون وليس من الأمس ولا بد أن يتوقف، فجميع شعوب العالم جنحت للسلام واوقفت حروبها إلا شعوب منطقتنا، وهذا الأمر مستمر من قرون خلت تتغير بها الموازين وفق المصالح والظروف ومع ذلك منطقتنا تدفع ثمن ذلك من دماء شعوبها ولم تستقر مطلقاً حتى وإن استقرت بعض الوقت إلا أنها تعاود نزيف الدم بشكل أسوأ من السابق، والعوامل الثلاثة المشتركة التي تساعد على تكرار نفس التاريخ هي الاستبداد والفقر والجهل، ولا شك لدى وفق مُعطيات الواقع والخرائط الجيوسياسية التي تغير بها المصالح وتتشابك في منطقتنا، فإن المنطقة مُقبلة على المزيد من أنهر الدماء وأعتقد هذه المرة ستكون من أسوء مراحل التاريخ (غزة نموذج مُصغر)، لأن الشعوب تم تعبئتها عن بكرة أبيها بخطاب الكراهية الطائفية المذهبية مما يشكل حاضنة لتفريخ المزيد من عقول تم السيطرة عليها عاطفياً ولن تجد أمامها غير أن تذهب للجحيم للوصول للنعيم.

اغتيال إسماعيل هنية وغيره من قادة لن يجلب السلام للمنطقة بكل تأكيد لو أن عمليات الاغتيالات تجلب السلام لما أنتجت المنطقة قيادات تقاتل من أجل أرضها بغض النظر عما إذ نختلف أو نتفق إيدلوجياً معها، وبغض النظر إيضاً عن الحالة بحد ذاتها سواء كان الصراع دينياً أو مناطقياً أو قومياً كنماذج تعُج بها منطقتنا مع الأسف، لذلك أتكلم بالمطلق لنعالج أمراً كارثياً لم ينتج لنا غير المزيد من سيول الدماء.

لذلك الحقيقة التي يجب علينا فهمها هي أن سياسة العنف لن تجلب إلا العنف وها نحن كشعوب ندور بذات الحلقة منذ قرون دون أن نحاول أن نكسر طوق تلك الحلقة لنبحث عن سلام نعيش به كأمة لم تعش بأجواء السلام على مر تاريخها ومفتاح ذلك هو كسر طوق الثلاثي الكارثي الاستبداد والفقر والجهل.

اغتيال إسماعيل هنية بكل تأكيد لن يجلب السلام وإنما سيسكب على جمر المنطقة المزيد من الزيت لتشتعل ناراً لا أعتقد بأن أحد سينجو منها فطوال تاريخ الحروب الدينية والمذهبية والقومية هي الأكثر فتكا والأكثر دماراً والأكثر كارثية على الشعوب.

فهل من متعظ؟