عزيزي الكاتب

الأحد - 30 يونيو 2024 - الساعة 06:13 م

الكاتب: محمد الخضر المحوري. - ارشيف الكاتب

كلماتك المولودة ليست بحاجتهم حتى يثنون عليها، وكذلك أنت أيها الكاتب ينطبق عليك هذا الأمر، لست بحاجة أيضا لاستدرار ثناء ما..

في الحقيقة لا ينبغي لك، ولا لأي كاتب آخر التسمر في محطات التزود والدعم التي يتكرم من خلالها عاطف متفضل بثناء مبتور أو مجاملة مصطنعة.

وإذا كان لا بد من احتياج يمكن أن نقر به، فهو برأيي ليس الا احتياج الكاتب للكلمات ذاتها... احتياجه لها من ناحية انصياعها لرغبته في التشكل على ذلك المنحى والهيئة التي يختزلها خياله...

هو هذا الاحتياج الوحيد الذي يمكن التسليم به، والإقرار بوروده في حياة الكاتب، ما عداه ليس إلا أصناما يصنعها الكاتب، ومع مرور الوقت مع ازدياد رغبته طبعا في التربيت على على أكتاف نصوصه؛ يتحول بكل تأكيد تدريجيا إلى بالون لا يستطيع الطيران إلا بنفخة أو نفختين من تلك التربيتات المتلكفة أحيانا.

فالكلمات عزيزي الكاتب إذا أرخت أعنتها، وأولتك ذواتها طواعية فليس لك الحق في التلصص على فتات ينسل حقيقة أو مجاملة من براثن ناقد ما..

انقيادها لك بحد ذاته هو ما يجب أن يملأ جوانحك يقينا أن كل ما عداه ليس إلا تلك الخطوات المعدودة الفاصلة بين المتسابق والغاية التي تنتصب في آخر شوط السباق..آت هو آت لا محالة..هي مجرد نطة أو نطتين حتى تلامس غايتك المنتصبة، ولا يمكن لتلك الخطوات المعدودة أن تشكل عائقا يمكن أن يلتفت إليه...أقول هذا وأنا متيقن من هذا الأمر، استنادا بكل تأكيد إلى براح ذاك الشوط الممتد الذي قطعته..

إذن أنت في كل الأحوال لست بحاجة إلا لموافقة صريحة من جلالتها، وحينها صدقني سيقف كل شيء مزهوا إلى جانبك، طبعا هذا إن أبدى في البداية رفضا ما، وإلا فإني لا أخال أن مثل هذا الأمر قد يحصل...

وإزاء هذا يبدو كما هو واضح أنني قد بسطت الأمر إلى درجة تسمح للجميع بالتهادي بإريحية في أحراش الكتابة وسهولها المنبسطة..وهو ما لا أميل إليه ولا ألوح به، ولا استبعده ولا أمنعه.

عزيزي الكاتب
أفرد أجنحتها في بطون الكتب، امنحها خاصية التحليق...ونم قرير العين متأسيا بجدك الأكبر القائل:

أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم

محمد الخضر المحوري

شاهد أيضًا