ٱراء واتجاهات


المحكمة الجنائية الدولية وأهمية العضوية بها.

الأحد - 16 يونيو 2024 - الساعة 02:45 م

الكاتب: د . أنور الرشيد - ارشيف الكاتب



أُسِّسَتْ المحكمة الجنائية الدولية في الأول من يونيو عام 2002 عندما دخل قانون أو إعلان روما للمحكمة الجنائية الدولية حيز التنفيذ الصادر عام 1998.

المحكمة الجنائية منظمة دولية دائمة، تسعى إلى وضع حد للثقافة العالمية المتمثلة في الإفلات من العقوبة والجرائم ضد الإنسانية وهي ثقافة قد يكون فيها تقديم شخص ما إلى العدالة لقتله شخصاً واحداً أسهل من تقديمه لها لقتله مئة ألف شخص مثلاً، فالمحكمة الجنائية الدولية هي أول هيئة قضائية دولية تحظى بولاية عالمية، وبزمن غير محدد، لمحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبي الفظائع بحق الإنسانية وجرائم إبادة الجنس البشري ويحق للدول الأعضاء تقديم شكوى لإبادة جماعية كما حدث وأن تقدمت السلطة الفلسطينية ضد الصهاينة.

انضمت الكويت بالتوقيع على هذه الاتفاقية الإنسانية المهمة في الثامن من سبتمبر ولكنها لغاية اليوم لم تُصادق عليها مما يحرم الكويت من الكثير من المزايا التي يمكن التمتع بها في حال المصادقة على أقل تقدير المشاركة في الترشيح لأي منصب بما فيه منصب المدعي العام، بالإضافة إلى أن هذا التوقيع والمصادقة يعطي الدولة حصانة وحماية دولية من أي اعتداء خارجي وحتى داخلي -خصوصا- وأن الكويت تقع في مثلث ملتهب وخطر سبق أن تم محوها من الوجود، طبعاً سيقول البعض هذه الاتفاقية لم تحم غزة من الإبادة التي تتعرض لها؟ أي نعم ولكن لا ننسى بأن مجرد تقديم شكوى يتم التحقيق بها وتتخذ إجراءات بحق مرتكبيها وأشهر من تميت محاكمتهم سلوبودان ميلوشيفيتش المجرم الصربي الذي ارتكب جرائم ضد الإنسانية في البوسنة وأيضا تشالز تيلور رئيس ليبيريا الذي تورط في مذابح ضد الإنسانية سيراليون.

اليوم الكويت في أمس الحاجة لأن تنضم لعضوية للمحكمة الجنائية الدولية وأن احتاج الأمر لتعديل بعض مواد الدستور وتعديل بعض القوانين ليكن ذلك بما أننا مقبلون على تعديلات دستورية، تمهيداً للمصادقة عليها بعد عودة البرلمان لما في ذلك أهمية قصوى رادعة لحفظ أمن واستقرار الكويت...